الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية مأزق أخطر و أكبر من المأزق الذي كان عام 1987... بقلم الاستاذ عفيف البوني

نشر في  08 نوفمبر 2020  (16:10)

بقلم الاستاذ عفيف البوني.. باحث في تاريخ الأفكار

يوم السابع من نوفمبر 1987، كنت في باريس لمدة عشرة أيام مشاركا في ندوة خاصة غير معلنة لعدد من المفكرين العرب (حوالي العشرين) منهم محمد عابد الجابري، عبد الحميد مهري رئيس جبهة التحرير الجزائرية، محمد الميلي، محمد خلف الله، لطفي الخولي، منصور الكيخيا وزير خارجية سابق بليبيا اختطف من القاهرة و اختفى نهائيا في عهد مبارك...

و موضوع الندوة : الحوار الفكري الهادئ حول المأزق و المستقبل العربي، بدعوة من المنظر و المناضل و المفكر الكبير الاستاذ ميشيل عفلق ألأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، و كان من بين المدعوين معي من تونس الاستاذ محمد مواعدة شفاه الله، و غاب الاستاذ هشام جعيط..

حوالي السابعة صباحا الا ربما شاهدت في التلفزة الفرنسية خبر و بيان التحول... كان حدثا منتظرا، قد سبق به بن علي محاولة انقلابية، كان قد أعدّها الاسلام السياسي ليوم 8 نوفمبر و كان بورقيبة مستهدفا بالاعتقال و الاغتيال في ذلك اليوم في الثامنة صباحا حين يقوم بزراعة شجرة في عيد الشجرة بحديقة قرب منزلي بالمنزه السادس بتونس..

فرح من كان معي من المفكرين العرب بحدث التغيير المنتظر، و فرح التونسيون و... ووقع وقف الانهيار و كان الاصلاح و دارت عجلة التنمية لسنوات... الى ان كان الفساد و الاستبداد... و كان يوم 14 جانفي 2011... و بعد عشر سنوات ها نحن نعيش وفي تونس و في كل الدول العربية مأزقا اخطر و أكبر من المأزق الذي كان عام 1987 هنا وهناك...